حينما يغيب الدافع عن النفس ، وتغفوا الروح في محطاتِ الإنتظار ، يتجرد القلب شيئاً فشيئاً من العزيمة ، وتتغنى الأماني على قارعة الطريق بالمستحيل ، تتناثرُ الأحلام كما الرماد حينما تهبُ الصعاب ، تتبعثرُ الأهداف يمنةً ويسره ، تتلاشى الأفكار عن القدرة ، وتُشلُ الجوارح عن الحركة ..!
حتى يظن الجاهل أنّ الروح قد أصابها مّس ، والصحةُ قد أعياها الحسد ، والقلبُ قد أصابه من العين سهم ، والسحر الأسود قد غلّقا الأبوابَ ، سجنٌ بلا قيود ، وهالةُ حُزنٍ مُعتمه ..!
عقلٌ بلا خططٍ ولا إبداع ، وهمةُ عجوزٍ في صورةِ شاب ، واقعيةٌ سوداويه ، وحربُ بسوسٍ بين العقل والقلب دامية ، عوائقٌ بلا تحدٍ ولا حلول ، وحواجزٌ قد كتب عليها ممنوع الإزاله ..!
يا هذا لا تقل بأني أكتب لك هذا من وحي خيال ، أو من عنوان قصة عابره ، إن لي ماضٍ مؤلمٌ مثلك ، وقلبٌ يئن ويتقهقر كما هو حال قلبك ، قد مررت بالكثير من المشاكل ، قد وقعت ، قد تألمت ، قد بكيت ، قد خُذلتُ و كُسرت ..!
لكني لم أُظهر للناس ضعفي ، ولا قلة حيلتي ، لم أنظر لها بعين اليائس البائس ، ولم أتقوقع في صومعتي ، ولم أرثي ليالي حزني ، بل واجهتها بقوة ، و استشفيتُ العلة منها ، وبحثت عن الحكمة فيها ..!
يا هذا إن في جعبتي أفكارٌ مجنونة ، وخططٌ للسنين مرسومه ، لربما هي في نظر الغير مستحيلة ، لكنها في نظري واردةٌ صعبه .
أنا لا أكتفي بالنظر إلى قمم الجبال ، بل أنا أصعدُ بهمةٍ إليها ، لا تهرب من شيء أنت تخاف منه ، بل واجه بقوة ، وإن عجزت عن التغلب عليه ، فاحتضنه بلطف وانطلق معه إلى أن تصل للنهاية ..!
لا تدع شيئاً يوقفك ، إن لك ربٌ فوق الواقعيةِ والمستحيل ، مالكُ الكاف والنون الذي إذا أراد الشيء فقط يقل له كن فيكون ، أستعن به ، وتوكل عليه ، فإنك لن تعيشُ العمر إلا مرة واحدة فقط ..!
أنا أثقُ بأنك ستكون أقوى مما أنت عليه الأن ..!